مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس

مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس من أهم المواضيع التي تم تداولها على نطاق واسع داخل المملكة، لاسيما من قبل أصحاب الشركات التي تواجه أصحابها تعثر مالي ومشاكل قانونية تستوجب إشهار إفلاس الشركات المالكين لها، لذلك سنسلط الضوء على هذا الموضوع خلال المقال التالي.

مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس

تعد إجراءات الإفلاس آخر ما تم تعديله على نظام الإفلاس الجديد بالمملكة، وذلك من أجل النهوض بالاقتصاد في السعودية، حيث يقدم النظام عدد من الفرص المحدودة لأصحاب الشركات الذين يواجهون أزمات مالية تتسبب في إعلان إفلاسهم، وبالتالي يكون له تأثير واضح على النشاط التجاري الذي يمارسونه، فهذه الفرص تحد من الأعباء التي تقع على عاتقهم، وهناك العديد من مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس، لعل أبرزها:

اقرأ ايضا / خدمات محامي تجاري بالدمام

التطوير الإيجابي و الرفع من الاقتصاد

من بين أهم مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس هو دورها البارز في النهوض بالاقتصاد وتطويره، فمن ضمن إجراءات الإفلاس إجراء التسوية، سواء العادية أو الخاصة بصغار الدائنين، وذلك وفقًا لما جاء في نظام الإفلاس السعودي، فهذا الإجراء يساعد على حماية التاجر أو مالك الشركة من إشهار إفلاسه بالكامل، وهو ما يصب في مصلحة التاجر حيث يضمن استدامة النشاط التجاري، مما يبقي عجلة الاقتصاد في حركة مستمرة دون انقطاع، كما أنه لا يؤثر سلبًا على الدائنين، بل يتيح لهم الحصول على حقوقهم المالية بالكامل من الطرف الآخر دون المساس بنشاطه التجاري.

تحقيق البنوك للاستفادة

هذه الميزة هي أحد أهم مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس، والتي لا يمكن تجاهلها، حيث تعد البنوك هي المستفيد الرئيسي من هذه الإجراءات، ففي حالة اللجوء إلى التسوية يظهر دور البنك في تقديمه لقروض إلى المدين لمساعدته على تجاوز تلك الأزمة ودفع الديون إلى الدائنين، وبالتالي يتمكن من المحافظة على نشاطه التجاري ومواصلة العمل، وهذا يترتب عليه منفعة للجميع والخروج من تلك الأزمة بأقل الخسائر.

التمكن من وقف الانهيار

تكمن أهمية إجراءات نظام الإفلاس في قدرتها الفائقة على منع انهيار الشركات والمشاريع أيًا كان نوعها، فالمشرع قبل إقرار نظام الإفلاس كان هدفه الرئيسي هو إيجاد حلول شاملة لمختلف قضايا المديونية التي قد يواجهها الأفراد، فهذا النظام ساعد الشركات على إعادة ترتيب أوضاعها المالية مما يتيح لها الفرصة للحصول على الاستقرار في القيام بالنشاط التجاري الذي تمارسه، وفي الوقت ذاته تتمكن من سداد الديون إلى الدائنين، فمن خلال إجراءات الإفلاس تتمكن الشركات من إعادة جدولة ديونها بطريقة تناسبها، أي أن الغرض من النظام هو إيقاف الانهيار الكامل للشركات، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، حيث أنها أحد الوسائل الداعمة للاقتصاد داخل المملكة.

ضمان استمرار الأنشطة التجارية

من ضمن مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس هو حرص النظام على مواصلة الأنشطة التجارية وعدم توقفها، فمن خلال إجراءات الإفلاس التي أقرها النظام الجديد يشعر رواد الأعمال وأصحاب الشركات والمؤسسات التجارية بمختلف أنواعها بالاطمئنان إلى أن النظام السعودي يدعمهم ويقدم لهم الحماية التي يحتاجونها لمواصلة النشاط التجاري الخاص بهم، بجانب إرجاع الحقوق المالية إلى الدائنين.

ما هي إجراءات الإفلاس في النظام السعودي 

السعودية مثل باقي الدول التي أطلقت نظام الإفلاس فيها، فقد اعتمدت عند وضع ذلك النظام على تحديد الإجراءات المتبعة في حالة الإفلاس، وتم الاستعانة في تطبيق تلك الإجراءات إلى لجنة مختصة تسمى لجنة الإفلاس.

تضم إجراءات الإفلاس سبعة إجراءات لا يمكن الاستغناء عن أي واحد منهم، حيث أن لكل إجراء هدف محدد، ولكن في العموم فإن الهدف الرئيسي من تلك الإجراءات هو مساعدة الشركات على مواصلة نشاطها التجاري وعدم تعرضها للانهيار التام، وسنوضح في السطور التالية إجراءات الإفلاس بالتفصيل..

إجراء التسوية الوقائية

الخطوة الأولى التي يشملها نظام الإفلاس السعودي هي التسوية الوقائية، وهو إجراء مصمم خصيصًا لتمكين الدائن من إيجاد حل أو اتفاق نهائي مع الشخص المدين له، ويهدف هذا الإجراء إلى حماية النشاط التجاري من الخسائر، وضمان استمراريته من خلال دفع الديون وفق آلية منظمة تقيه التعثر، وقد ورد نص هذا الإجراء في الفصل الثالث من النظام السعودي.

يمكنك قراءة/ خدمات محامي الإفلاس بالدمام

إجراء إعادة التنظيم المالي

يعد من أهم الإجراءات التي اشتمل عليها نظام الإفلاس، وقد تم ذكره من قبل المشرع في النظام،  وهو ذات أهمية كبيرة مثل الإجراء السابق، وتكمن أهميته في دوره الفعال في مساعدة المدين على إعادة ترتيب النظام المالي لنشاطه التجاري من جديد والحرص على مواصلة العمل وألا يؤثر الإفلاس سلبًا على النشاط التجاري الذي يمارسه، ويتم تعيين أمين للإشراف على هذا الإجراء.

إجراء التصفية

هو خطوة ضرورية تشتمل عليها كافة أنظمة الإفلاس في جميع الدول، حيث يتم بيع أصول الشركة لتغطية الديون ودفعها إلى الدائنين حسب الأولوية، ويتولى أمين التصفية متابعة ذلك، والهدف من هذا الإجراء الحد من الأضرار الواقعة على المدين ومنح الدائنين حقوقهم كاملة.

إجراء التصفية الإدارية

هذا الإجراء لا يمكن التغافل عن أهميته أو التقليل منها، فهو مثل الإجراءات التي سبق ذكرها، حيث يعتمد على بيع أصول التفليسة، ولكن يجدر الإشارة إلى أن ذلك لا يغطي جميع حقوق الدائنين، بل يساهم في سداد جزء من تلك الديون، وعلى الأغلب يلجأ إلى هذا الإجراء صغار الدائنين، وعلى كل تتولى هيئة مختصة متابعة تنفيذ ذلك.

إجراءات التسوية الوقائية لصغار المدينين

هذا الإجراء تم تحديده لصغار المدينين، حيث يتم فيه التوصل إلى اتفاق مع الدائن لإجراء التسوية لمدة محددة حسب ما يتم الاتفاق عليه بين الطرفين، ويتم هذا الإجراء بانخفاض تكلفته، كما أنه يساعد المدين على تعديل أوضاعه التالية ومحاولة إرجاعها إلى ما كانت عليه.

إجراء إعادة التنظيم المالي لصغار المدينين

يشمل نظام الإفلاس السعودي أيضًا إجراءات إعادة التنظيم المالي التي تم وضعها لصغار الدائنين، والتي تهدف إلى الحفاظ على أنشطتهم التجارية ومنع توقفها نتيجة الديون، ويتيح هذا الإجراء للمدين فرصة التوصل إلى اتفاق مع الدائن خلال مدة زمنية مناسبة وبتكاليف منخفضة، وذلك تحت إشراف ومتابعة الأمين.

إجراء التصفية لصغار المدينين

يخصص هذا الإجراء أيضًا لصغار الدائنين، وقد ورد ذكره في الفصل الثامن من نظام الإفلاس السعودي، ويقتضي بيع أصول التفليسة وتوزيع العائدات المالية على الدائنين، ويتميز هذا الإجراء بانخفاض تكلفته وبساطة إجراءاته، نظرًا لكونه يستهدف صغار التجار لمساعدتهم على حماية أنشطتهم التجارية من التوقف.

اقرأ ايضا / أفضل محامي جنائي في الدمام

نظرة عامة حول نظام الإفلاس السعودي 

نظام الإفلاس السعودي هو أحد أشكال القانون التي تهدف إلى إدارة إجراءات الإفلاس في السعودية، وقد تم وضعه من أجل تطوير وتحسين بيئة الأعمال وزرع الثقة في السوق المالي بالمملكة، كما يساعد على إيجاد حلول جيدة لمعالجة الديون المتراكمة على المدين وتمكين الشركات من إعادة التنظيم المالي أو إجراء تصفية لأصول الشركة بطريقة مناسبة.

في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على مزايا اللجوء إلى إجراءات الإفلاس، وما هي هذه الإجراءات، وتعريف نظام الإفلاس بالمملكة.

الأسئلة الشائعة