مدة التقاضي في السعودية أو مدة معالجة القضية داخل المحكمة تتحكم فيها الكثير من العوامل، مثل نوع القضية، المحكمة التي تتولى النظر فيها وإصدار الحكم، الأطراف المتنازعة، والعديد من العوامل الأخرى، لذلك لا يمكن تحديد مدة ثابتة للتقاضي، ومن خلال السطور التالية سنوضح بالتفصيل أهم العوامل المؤثرة في مدة التقاضي وتحديدها.
ما المقصود بـ مدة التقاضي في السعودية؟
قيل الخوض في مدة التقاضي في السعودية نتعرف على معنى هذا المصطلح، فهو يشير إلى المدة التي تستغرقها القضية داخل المحكمة بداية من رفع الدعوى ووصولًا إلى إصدار الحكم الذي يراه القاضي مناسبًا، وهذه المدة ليست محددة بل تختلف بناءً على نوع القضية المنظور فيها.
مدة التقاضي في السعودية
تختلف مدة التقاضي في السعودية حسب نوع القضية، حيث تكون على النحو التالي:
القضايا المستعجلة
المقصود بالقضايا المستعجلة هي تلك القضايا التي تستلزم إصدار أحكام سريعة بسبب كونها قضايا حساسة لا تحتمل التأجيل، مثل النزاعات المالية التي تحتاج إلى معالجة فورية، والمسائل المتعلقة بحماية الملكية، والقضايا الطارئة.
على الأغلب تتراوح مدة التقاضي في السعودية في هذه القضايا من أيام إلى عدة أسابيع حتى يصدر الحكم المبدئي فيها.
القضايا العادية
القضايا العادية هي القضايا التي يتم فيها اتباع الإجراءات القانونية العادية دون تسريع فيها، أو إصدار أحكام عاجلة فيها، مثل النزاعات المدنية، وقضايا الأحوال الشخصية كالنفقة والطلاق وغيرهم.
تتراوح مدة النظر في تلك القضايا من عدة أشهر إلى عامين أو أكثر، ويتحدد ذلك حسب مدى صعوبة القضية وعدد الجلسات التي يتم فيها الاستماع إلى الشهود والاطلاع على الأدلة المقدمة.
القضايا الجنائية
بالنسبة إلى مدة التقاضي في السعودية في حالة القضايا الجنائية فهي تختلف وفقًا لصعوبة القضية، حيث لا تستغرق مدة طويلة في حالة كانت الأدلة واضحة، بينما هناك قضايا أخرى تستغرق مدة أكبر تصل إلى سنوات، وذلك في حال استلزم الأمر إجراء تحقيقات دقيقة أو عقد عدة جلسات استماع.
يمكنك قراءة/ إجراءات التحقيق الجنائي في الدمام
القضايا الإدارية
هي القضايا التي يتم فيها الاعتراض على قرار إداري أو حكومي، وفي بعض الأحيان تحتاج هذه القضايا إلى فترة زمنية أطول حسب درجة الاستئناف وطبيعة التقييم الإداري، وقد تمتد هذه القضايا من عدة أشهر إلى سنة أو أكثر.
العوامل التي تؤثر على مدة التقاضي في المحاكم السعودية
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على مدة التقاضي في السعودية، ولعل أحد أهم تلك العوامل:
- نوع القضية وتعقيدها: القضايا الصعبة التي يكون فيها أكثر من طرف أو تتطلب إجراء تحقيقات مكثفة على الأغلب تكون مدة التقاضي فيها طويلة عن القضايا الأخرى التي تكون الأدلة فيها واضحة مما يساعد على إصدار الحكم سريعًا.
- عدد الجلسات القضائية: عدد الجلسات ليست واحدة في جميع القضايا، حيث توجد بعض الجلسات التي تحتاج إلى أكثر من جلسة للاستماع إلى الشهود والاطلاع على الأدلة الخاصة بالقضية، وبناءً على ذلك تطول مدة التقاضي كلما زاد عدد الجلسات.
- الإجراءات القانونية المطلوبة: تحتاج بعض القضايا القيام بإجراءات إضافية كإجراء تحقيقات جنائية أو تقييمات طبية أو الاستعانة بخبرات فنية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الفترة الزمنية اللازمة.
- توفر الأطراف والشهود: عدم تواجد الشهود أثناء الجلسات قد ينتج عنه تأجيل الجلسة إلى تاريخ آخر، مما يتسبب في زيادة مدة التقاضي في السعودية.
- الاستئناف: إذا لم يوافق أحد طرفي النزاع على الحكم الصادر فإنه يتقدم بطلب لاستئناف الحكم، وبالتالي تمتد مدة التقاضي حتى تصدر محكمة الاستئناف حكمها النهائي.
- الكفاءة القضائية والإدارية: كفاءة النظام الإداري والقضائي في المحكمة له دور بارز في تحديد مدة التقاضي، حيث قد يساعد على إنهاء الإجراءات سريعًا أو يتسبب في تباطؤها.
اقرأ أيضًا: إجراءات آلية الطعن بالنقض في الأحكام في السعودية
مراحل الدعوى القضائية وأثرها على مدة التقاضي
تمر الدعوى القضائية بعدة مراحل، وهذه المراحل لها تأثير واضح على مدة التقاضي، حيث تتسبب في طول المدة أو قصرها، لذلك إليك مراحل الدعوى القضائية:
- في البداية يتم تقديم الدعوى إلى المحكمة المختصة للنظر فيها.
- تحديد موعد الجلسات للمرافعة أمام المحكمة الاستماع إلى الشهود.
- تقديم طلبات الاستئناف في حالة لم يرتضي الشخص الحكم الصادر، وتبدأ محكمة الاستئناف في النظر في القضية مرة أخرى ثم تصدر حكمها، سواء بتأييد الحكم السابق أو إلغائه.
التقاضي الإلكتروني وأثره على سرعة الفصل في القضايا
هناك نقلة نوعية تعرض لها النظام القضائي في السعودية بعد أن تم تدشين خدمة التقاضي الإلكتروني من قبل وزارة العدل، الأمر الذي أثر بشكل واضح على مدة التقاضي وسرعة الفصل في القضايا، ويتمتع التقاضي الإلكتروني بعدد من المزايا، منها:
- السرعة في الإجراءات: يتم رفع الدعوى عبر المنصات الإلكترونية المختلفة التي وفرتها الوزارة، كما يتم الرد كذلك من خلال تلك المنصات دون الحاجة إلى الذهاب إلى المحاكم، مما يسرع من إنجاز تلك الإجراءات خلال وقت قصير.
- خفض التكاليف: تكاليف التقاضي الإلكتروني أقل بكثير من تكاليف التقاضي العادي، حيث لا يترتب عليه سفر وانتقال من مكان إلى آخر واتباع الإجراءات التقليدية التي تكون تكلفتها مرتفعة.
- المرونة: تمكن الأطراف من التواجد في الجلسات عن بعد دون التقيد بمكان محدد، مما يسهل من عملية معالجة القضايا، خاصة عندما تكون الأطراف من دول مختلفة.
- الشفافية: تتيح المنصات الإلكترونية حفظ سجل رقمي لكافة الإجراءات، مما يعزز الشفافية ويسجل كافة المراحل والخطوات التي تمر بها القضية
مقارنة بين مدة التقاضي في القضايا المدنية والجنائية
هناك فرق كبير بين القضايا المدنية والقضايا الجنائية، وبناءً على هذا الفرق تختلف مدة التقاضي فكل واحد منهم، لذلك سنوضح الفرق بين الاثنين:
- يختلف موضوع الدعوى المدنية عن الدعوى الجنائية، فالأولى موضوعها الحصول على تعويض مقابل الضرر الذي لحق بالمدعي، أما الثانية فموضوعها هو فرض العقوبة على الجاني حسب ما ينص عليه النظام.
- الدعوى الجنائية يكون فيها الضرر عام على جميع أفراد المجتمع، أما الدعوى المدنية فالضرر مقتصر على شخص واحد فقط.
- يصدر الحكم في القضايا الجنائية بناءً على ما ورد في نظام الإجراءات الجزائية، أما القضايا المدنية فيعتمد الحكم فيها على أحكام الشريعة الإسلامية.
في نهاية المقال نكون قد تعرفنا على ما المقصود بـ مدة التقاضي في السعودية؟، مدة التقاضي في السعودية حسب نوع القضية، العوامل التي تؤثر على مدة التقاضي في المحاكم السعودية، مراحل الدعوى القضائية وأثرها على مدة التقاضي، التقاضي الإلكتروني وأثره على سرعة الفصل في القضايا، ومقارنة بين مدة التقاضي في القضايا المدنية والجنائية.
الأسئلة الشائعة
ما هي درجات التقاضي في السعودية؟
هناك ثلاث درجات للتقاضي في السعودية، الدرجة الأولى التي يتم فيها النظر في القضية من خلال المحاكم الابتدائية، أما الدرجة الثانية التي تنتقل فيه القضية من المحكمة الابتدائية إلى محكمة الاستئناف، بينما الدرجة الثالثة التي يتم فيها تقديم الدعوى إلى المحكمة العليا للبت فيها.
متى يسقط حق التقاضي؟
يسقط حق التقاضي بعد مرور خمسة سنوات على حدوث الواقعة، بحيث لا يمكن للمتضرر المطالبة بحقه أو رفع دعوى بذلك بعد انقضاء تلك المدة.
